بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن مشروع المعجم التاريخي للغة العربية يعد من أضخم المشاريع اللغوية في تاريخ العربية المعاصر، وقد تشرفت بإدارته تنفيذيًا منذ انطلاقته في عام 2013م، بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للمشروع.

لقد واجه المشروع في بدايته تحديات كبيرة، تمثلت في ضخامة التراث العربي، وتنوع مصادره، وتعدد عصوره، وتباين لهجاته، وتطور دلالات ألفاظه، مما تطلب وضع منهجية علمية دقيقة للتعامل مع هذا الكم الهائل من المادة اللغوية، واختيار فريق عمل متميز من الباحثين والمحررين والمراجعين، وتوفير البنية التحتية اللازمة من أجهزة حاسوبية وبرامج متخصصة.

وقد تم تشكيل هيكل إداري وعلمي للمشروع، يتكون من مجلس أمناء برئاسة صاحب السمو حاكم الشارقة، وعضوية رؤساء المجامع اللغوية العربية، ولجنة علمية عليا، ولجان علمية متخصصة، وفرق عمل بحثية وتحريرية ومراجعة، وفريق للدعم الفني والتقني.

وقد اعتمد المشروع على منهجية علمية رصينة، تقوم على استقراء النصوص العربية في مختلف العصور، واستخراج الشواهد اللغوية منها، وترتيبها زمنيًا، وتحليلها دلاليًا، وتوثيقها توثيقًا علميًا دقيقًا، مما يتيح للباحث والقارئ تتبع تطور اللفظ ودلالاته عبر العصور.

وقد تم إنجاز المرحلة الأولى من المشروع، التي تمثلت في بناء قاعدة البيانات اللغوية، وإعداد المدونة اللغوية، وتطوير البرامج الحاسوبية اللازمة، وتدريب الباحثين والمحررين، وإعداد الأدلة الإرشادية للعمل، وتحرير نماذج من المواد المعجمية.

وها نحن اليوم نقدم للقراء والباحثين باكورة هذا العمل العلمي الكبير، الذي نأمل أن يكون إضافة نوعية للمكتبة العربية، وخدمة جليلة للغة العربية وتراثها، ومرجعًا علميًا موثوقًا للباحثين والدارسين في مجال اللغة والأدب والتاريخ.

وفي الختام، أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على رعايته الكريمة ودعمه السخي لهذا المشروع، وللقائمين على اتحاد المجامع اللغوية العربية، ولرؤساء المجامع وأعضائها، وللجان العلمية، ولفرق العمل البحثية والتحريرية والمراجعة، ولكل من أسهم في إنجاز هذا العمل العلمي الكبير.

والله ولي التوفيق،،،