مقدمة المدير العلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
يعد المعجم التاريخي للغة العربية أحد أهم المشاريع اللغوية والثقافية في العصر الحديث، فهو يؤرخ للغة العربية منذ أقدم نصوصها المكتوبة وحتى العصر الحاضر، ويرصد تطور ألفاظها ودلالاتها عبر العصور المختلفة.
لقد بذلت المجامع اللغوية العربية جهودًا كبيرة على مدى عقود طويلة لإنجاز هذا المشروع العملاق، وها نحن اليوم نشهد ثمرة هذه الجهود بفضل الدعم السخي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي تبنى المشروع وموله بالكامل.
يقوم المعجم التاريخي للغة العربية على منهجية علمية دقيقة، تعتمد على استقراء النصوص العربية في مختلف العصور، واستخراج الشواهد اللغوية منها، وترتيبها وفق تسلسلها التاريخي، مما يتيح للباحث والقارئ تتبع تطور اللفظ ودلالاته عبر الزمن.
وقد اعتمدت اللجنة العلمية للمعجم على تقسيم تاريخ اللغة العربية إلى خمسة عصور رئيسة، هي: عصر ما قبل الإسلام، والعصر الإسلامي، والعصر العباسي، وعصر الدول والإمارات، والعصر الحديث. وتم تحديد الفترة الزمنية لكل عصر بدقة، مما يسهل على الباحث معرفة العصر الذي ظهر فيه اللفظ أو المعنى.
لقد عمل في هذا المشروع فريق كبير من الباحثين والمحررين والمراجعين، من مختلف الدول العربية، وبإشراف علمي من خبراء المجامع اللغوية العربية، مما أضفى على المعجم صبغة علمية وقومية، تجعله معبرًا عن وحدة الأمة العربية وتراثها اللغوي المشترك.
وإننا إذ نقدم هذا المعجم للباحثين والدارسين والمهتمين باللغة العربية، نأمل أن يكون إضافة نوعية للمكتبة العربية، وأن يسهم في خدمة اللغة العربية والحفاظ على تراثها، وأن يكون مرجعًا علميًا موثوقًا للباحثين في مجال اللغة والأدب والتاريخ.
وفي الختام، أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على دعمه السخي لهذا المشروع، وللقائمين على اتحاد المجامع اللغوية العربية، ولجميع الباحثين والمحررين والمراجعين الذين أسهموا في إنجاز هذا العمل العلمي الكبير.
والله ولي التوفيق،،،